2011/10/12

مصارعة الديوك في العراق: إما قاتل أو مقتول

تعد مصارعة الديوك ترفيهاً شعبياً ينتشر في معظم دول العالم منذ آلاف السنين، وذلك بالرغم من تحريم القوانين والمؤسسات المعنية بحقوق الحيوان له، إلا أنها لا تزال تتمتع باهتمام شعبي في العراق بالرغم من عدم مشروعيتها قانونياً.


لقد ولدت الديوك المصارعة كي تصبح أبطالاً، إلا أن صناعة الأبطال ليست بالمهمة السهلة أبداً، وهو ما يشير إليه حامد الشاعر قائلاً: "هناك تنافس محموم بين مربي الديوك لتأهيل طيورهم لخوض المنافسات، حيث تجري عملية التدريب على مدار 8 شهور، ويتم إخضاع الديوك لتمرينات لياقة يومية لتنمية وشحذ عضلاتها، كما أنها تدهن بالعسل لتعزيز قوة جلودها".

يصل سعر ديوك المصارعة إلى آلاف الدولارات، وتعود بمكاسب مالية ضخمة ناتجة عن عمليات المراهنة، ومن أقوى أنواعها تلك التي تعرف باسم "هراتي"، كما تنتشر أنواع قوية في البصرة والموصل، وتتميز بسيقان قوية وعنق طويلة.

أبو الطيب، مربي ديوك مقاتلة في العاصمة العراقية، يرى بأن استخدام هذه الطيور يدر على أصحابها مبالغ كبيرة، ويضيف قائلاً: "تجذب حلبات قتال الديوك أعداداً كبيرةً من المتفرجين الذين يراهنون على الطائر الأقوى بمبالغ تفوق في بعض الحالات عشرة آلاف دولار".

ويلمح أبو الطيب إلى أن بعض المربين قد يلجأون إلى طرق ملتوية للفوز كأن يقوموا بإطعام ديوكهم نوعاً معيناً من المنشطات التي تساهم في رفع شراستها ونشاطها خلال المباريات.

تقام مباريات مصارعة الديوك على أرض حلبة يصل قطرها إلى ثلاثة أمتار وبارتفاع 80 سنتيمتر، وتوجد حول الحلبة مدرجات لجلوس الجمهور، بينما يعتلي الحكم منصةً مرتفعةً بعض الشيء حاملاً معه ساعة لضبط الوقت.

وتشتعل المنافسة بدخول الديكين إلى الميدان وانقضاضهما على بعضهما البعض، ليتطاير الريش مع ارتفاع صراخ الجمهور المشاهد الذي يشجع بحماس كبير.

ومع ظهور معالم التعب على الديوك المتصارعة، تصبح فرصة فوز أحدهما أكبر، وذلك مع تساقط قطرات الدم من أجسادها، وقد يتخلل المصارعة فترة استراحة بغرض فحص الديكة المتقاتلة من قبل مالكيها، وغسل مناقيرها وإعطائها الماء.

تتألف المباراة من عشر جولات بالنسبة للديوك التي يزيد عمرها عن عامين، بينما تتكون من ثماني جولات لتلك التي بعمر أقل من عام، ويكون وقت الجولة 13 دقيقة. ويعتبر الديك خاسراً إذا سقط صريعاً على أرض الحلبة، أو إذا هرب ثلاث مرات من ساحة النزال.

وقد يلجأ مربي الديوك إلى بعض الحيل بهدف الغش لدعم طائره كأن يقوم مثلاً بطلاء وجه الديك بدهن ليصبح أملساً ولا يتأثر بضربات منقار الخصم، ومن المحتمل أيضاً إقدام المربي على وضع رائحة كريهة تحت جناح الديك لإبعاد المنافس عنه.

معارضة إقامة مثل هذه المباريات وإقحام الديوك في حلبات المصارعة يعده بعض مربو هذه الديوك أمراً غير منطقي لاعتبارهم مثل هذه المنافسات جزءً من التراث، وبأنها شأن باقي الرياضات ذات قوانين ومدربين وحكام.