المستذئب رجل طبيعي يعيش نهاره كأي شخص له علاقاته الاجتماعية وما أن يأتي الليل ويكتمل القمر حتى يبدأ في الارتجاف ويكسو الشعر سائر جسده وتظهر له أنياب ليتحول إلى وحش.. هكذا تقول الأسطورة، ولكن هناك حكايات أخرى واقعية لأناس لهم أفعال المستذئبين.
1. مستذئب مدينة تشالونس: يعد مستذئب مدينة تشالون الفرنسية، والذي كان يعرف بلقب Demon Tailor، من أخطر المستذئبين على أرض الواقع، ففي 14 ديسمبر عام 1598، وجهت إليه المحكمة الفرنسية التهم بارتكاب العديد من الجرائم المفزعة والمخيفة، إلى الحد الذي دفع المحكمة آنذاك أن تحرق جميع الوثائق التي تعلقت بجلسات الاستماع، كما تم إخفاء اسمه الحقيقي الذي لا يزال مجهولاً حتى الآن، وصدر حكم بحرقه حتى الموت بسبب جرائمه البشعة مثل قيامه باصطياد الأطفال وتقطيع أعضائهم وقطع رؤوسهم ثم يقوم بتخييط أجزائهم بحيث يكونوا على هيئة ذئاب بشرية ثم يضعها بحلول وقت الفجر في الغابات ويستغلها للإيقاع بالضحايا من البشر.
2. كلوديا غيلارد- مستذئبة مدينة برغندي: يُحكى بشهادة بعض الأشخاص، أن غيلارد كانت تجوب الغابات وهي تتظاهر بأنها ذئب بلا ذيل كي تتصيد فرائسها في الغابات، وتم الحكم عليها بالإعدام حرقاً.
3. مايكل فيردون- مستذئب مدينة بوليني: في عام 1521، تمت محاكمة كل من مايكل فيردون، وبير بورغو، وفيليبيرت مونتو، لقيامهم بالتحالف مع الشيطان وأصبحوا من المتحولين، أو بالأحرى من المستذئبين، ولفت مايكل فيردون الأنظار إليه للمرة الأولى عندما تمت مهاجمة أحد المسافرين من قبل ذئب بالطريق، وبعدما اقتفت الشرطة آثاره، اكتشفت مكان يشبه الكوخ كان يعيش به فيردون ومعه زوجته التي كانت تحاول تضميد جرح له، وبعد التحقيق معه، اعترف مايكل فيردون أنه كان من المتحولين ويتغير شكله ليلاً، كما أدلى بمعلومات حول صديقيه المستذئبين الآخرين والجرائم التي كانوا يرتكبونها وأكلهم لحوم ضحاياهم من البشر، فتمت محاكمتهم وإعدامهم.
4.مستذئبي مدينة بيناندنتي: في عام 1692 في مدينة بيناندينتي، اشتهر وجود الكثير من المستذئبين وكثرت القصص والحكايات حولهم إلى أن تم العثور على رجل يبلغ الـ80 من العمر يدعى ثيس والذي اعترف أنه من المستذئبين الذين عاشوا في تلك المدينة ويدافعون عن أهلها من خلال مقاتلتهم لمجموعة من السحرة يترأسهم شخص يدعى سكيستان، هؤلاء السحرة كانوا يمنعون زراعة القمح في القرية ـ كما قيل ـ بمساعدة الشيطان، مما دفع المستذئبين للدخول في حرب مدتها 3 أيام من كل عام لمنع السحرة من تنفيذ مخططهم الشرير، ولم تتمكن المحكمة آنذاك من استيعاب ما قاله ثيس من معلومات حول كونه مستذئب ويساعد البشر، فجاء الحكم بـ10 جلدات لممارسته السحر والشعوذة والممارسات الوثنية.
5 . جين غرينير- مدينة غاسكوني: في عام 1603 بمدينة غاسكوني جنوب غرب مدينة فرنسا، بدأت تكثر البلاغات حول اختفاء العديد من الأطفال والرضع، فقامت الشرطة باقتفاء آثار الأطفال والبحث عن أي دلائل تشير إلى مرتكب تلك الجرائم، وكثرت القصص والحكايات التي تشير إلى وجود أصابع مستذئبين وذئاب خلف ذلك بين أهالي القرية، وأدلى الكثيرون بشهادتهم، ومن بينهم فتاة تدعى مارغريت بوارير، كانت تبلغ 13 عاماً، حكت أنها هجمت على يد وحش ضخم يشبه الذئب في منتصف النهار بينما كانت ترعى بعض الغنم، وكان الوحش يشبه البشر ولكن ملامح وجهه أقرب إلى الذئاب، وعلى إثر ذلك تمزق ثوبها وأصيبت بجرح بالغ وتمكنت من النجاة بسبب إمساكها ببعض الأغراض المعدنية المدببة. ثم ظهر ولد يدعى جين غرينير وأخذ يتفاخر أمام الجميع أنه كان ذلك الذئب الذي هاجم الفتاة ولكن بسبب عصاها المعدنية المدببة لم يتمكن من تمزيق جسدها وأكلِها، كما أكل 4 أطفال آخرين.