خط تشانرال- ليانتا- بوتريريلوس في تشيلي هو واحد من السكك الحديدية الأكثر إثارة في العالم. فهو يربط مناجم النحاس في "جبال الأنديز" النائية الواقعة على ارتفاع 2850 متر فوق مستوى سطح البحر، بمحطات التنقية والورش العمل مروراً بأنفاق ضيقة ومنحدرات خطيرة ووعرة ولكنها لا تخلو من المناظر الجبلية الخلابة.
تم بناء الخط عام 1916, من قبل شركة نحاس جبال الأنديز لربط منجم النحاس في بوتريريلوس بمحطة التنقية والورش في مدينتي ليانتا و دييغو دي الماجرو، حيث يتصل بشبكة السكك الحديدية الحكومية، والتي تستمر لمدينة تشانرال وميناء باركيتو..
بدأ إنتاج النحاس في مناجم بوتريريلوس بعد عقد من الزمن في عام 1927، وتم استخدام السكة الحديدية في وقت لاحق لنقل الإمدادات إلى بوتريريلوس والنحاس المكرر إلى ميناء باركيتو .
كان إنتاج بوتريريلوس من النحاس محدوداً وأقل جودة من النحاس المكرر في منجم تشيلي الرئيسي بمدينة تشوكيكاماتا، ولذلك تم إغلاقه في عام 1954 بعد اكتشاف مصدر جديد للخام في مكان قريب في إنديو مويرتو، وتم عندها التخلي عن الشركة الواقعة في بوتريريلوس قبل نهاية القرن الـ20، ولكن استمر مصهر النحاس والمصفاة في العمل في الموقع.
في عام 1959، تم استبدال مناجم بوتريريلوس بمناجم السلفادور، ومنذ ذلك الحين، بدأ نقل الخام المسال عبر خط أنابيب من السلفادور إلى محطة التنقية بالقرب من ليانتا، ومن هذه المدينة يتم نقل مركزات الخام المجفف عن طريق السكك الحديدية إلى محطة بوتريريلوس.
تهتم محطة بوتريريلوس اليوم بتزويد المحطات الأخرى بحمض الكبريتيك اللازم لتنقية النحاس، ويتم نقله سواء عن طريق الشاحنات أو السكة الحديدية.
يبلغ طول الخط بين بوتريريلوس و باركيتو 155 كم، وبين المناجم إلى محطة التنقية في ليانتا 90 كم. الطريق الأكثر إثارة يقع بين محطة مونتادون "2350 متر" وبوتريريلوس "2850 متر"، حيث يمر القطار من خلال أنفاق ضيقة بين المنحدرات الوعرة، كما يمر بوادي معزول بين محطتي ليانتا وبوتريريلوس قبل أن يصل إلى المحطة النهائية مروراً بمناظر جبلية تحبس الأنفاس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق