ترعرت الطفلة الفرنسية "تيبي بنيامين أوكانتي ديغري" منذ نعومة أظافرها وسط أدغال أفريقيا، وتربت بين حيوانات الغابة الشرسة، فكانت تلقب الفيل بأخيها الأكبر والنمر أفضل صديق لها، وفقاً لما ورد في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
ولدت تيبي في ناميبيا، ولكن بحكم عمل والديها الفرنسيين كمصورين محترفين للحياة البرية "سيلفي روبرت" و"آلان ديغري"، انتقلت معهما، لتقضي سنواتها العشر الأولى تكبر وتترعرع بين أحضان الحياة البرية وسكان القبائل البدائية، فكانت تنام في خيمة برية بسيطة تحيط بها الحيوانات من كل جانب، وتستيقظ على مداعبة النمر لها، فعاشت أكبر مغامرة وتجارب فريدة من نوعها تظل خالدة في الذاكرة طوال حياتها.
ووسط هذه الحياة التي تخلو تقريباً من حياة الأطفال الطبيعية، لجأت تيبي إلى مصادقة الحيوانات وتشكيل صداقات قوية مع الأنواع الأكثر خطورة في المملكة الحيوانية، فكان النمر وشبل الأسد والحمار الوحشي والضفادع والنمس والثعبان وقرد البابون من أفضل أصدقائها، بل جزءاً لا يتجزأ من عائلتها واللعب معهم والركض ورائهم من ملامح حياتها اليومية.
وهذا لا يعني أن الأمر كان يمر بسلام، بل كانت تتعرض في كثير من الأحيان إلى حوادث رهيبة، ولكن سرعان ما اعتادت عليهم ونشأت ألفة بينها وبين الحيوانات.
وعند انتهاء عمل والديها في هذه المنطقة عادوا الثلاثة إلى موطنهم الأصلي فرنسا، فوجدت تيبي صعوبة في التكيف مع الحياة الباريسية، وكانت تحن كثيراً إلى الحياة البرية وأصدقائها الحيوانات والطيور.
وهي الآن في الـ23 عمرها، وتدرس حالياً في السنة الثالثة بمعهد السينما بجامعة السوربون، وقد وثقت تيبي ذكرياتها وحياتها هناك لحظة بلحظة في كتاب، تكشف عن صوره لأول مرة.
عاشت تيبي مغامرات تشبه قصة "ماوكلي" فتى الأدغال بطل كتاب "الأدغال" للمؤلف البريطاني روديارد كبلينغ الذي تحول إلى مسلسل رسوم متحركة وأفلام، ولكن قصة تيبي كانت مغامرة حقيقية بكل معنى الكلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق