2011/07/21

خدعة الجسم الغامض فوق مسجد قبة الصخرة في القدس

انتشرت هذه الصور والفيديو الذي ستشاهدونه في الأسفل أوائل هذا الشهر حين ادعى عدة أشخاص رؤيتهم جسماً طائراً مجهول الهوية فوق مسجد قبة الصخرة أثناء زيارتهم لمدينة القدس. ما حدث في الفيديو هو ظهور جسم مضيء في سماء القدس لفترة ثم هبوطه نحو قبة الصخرة ليحوم حولها قليلاً قبل أن ينطلق بسرعة هائلة نحو السماء ويختفي!! تم تصوير نفس الحادثة من 4 زوايا مختلفة وهذا الفيديو يجمع لكم ثلاثة من هذه الفيديوهات:

على غير العادة في حوادث الأطباق الطائرة تم التقاط عدة فيديوهات من عدة زوايا مختلفة لنفس الكرة المضيئة، وهنا تكمن قوة تلك الفيديوهات بسبب التقاطها من عدة أشخاص مختلفين (يُفترض أنهم لا يعرفون بعضهم البعض)، لذا وجدت هذه الفيديوهات طريقها عبر اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي ليشاهدها عدد كبير من الأشخاص.
ادعى بعض الخبراء أنها تكنولوجيا إسرائيلية متطورة خاصةً أن إسرائيل تشتهر بتطوير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وإذا شاهدنا طريقة حركة هذا الجسم الطائر (إن صح هذا الادعاء) فنحن أمام تكنولوجيا لم يسبق أنا شاهدنا شيئاً مثلها من قبل!
أما الاتجاه الثاني فهو لمحبي نظرية الأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية، والذين ذهبوا إلى تصنيف هذا الفيديو كأحد مشاهدات الأجسام الطائرة مجهولة الهوية UFO لأنه (على حد زعمهم) لا توجد لدى الإنسان تكنولوجيا طيران تسمح بهذه السرعة والقدرة المذهلة على المناورة!
انتشر هذان الادعاءان عبر المواقع التي روجت لهذه الفيديوهات زاعمةً صحتها، لكننا نستعرض الموضوع اليوم بنظرية ثالثة تقول أن كل هذه الفيديوهات مزيفة تزييفاً واضحاً للأسباب التالية:
السبب الأول هو أن الحادثة كانت عند مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وهي المنطقة الأكثر شهرة في مدينة القدس بالطبع وفلسطين كلها، لذا فلحظة حدوث تلك الحادثة (حتى وإن كانت في الواحدة مساءاً كما يدعي مصورو الفيديوهات) يفترض أن يكون قد رآها عشرات الآلاف من الأشخاص. لماذا لم يبلغ عنها سوى الأربعة أشخاص الذين صوروا الفيديوهات فقط؟
ثم أن مدينة القدس تُعد مدينة سياحية أيضاً فتخيلوا كم سائحاً كان فيها تلك اللحظة ممن يمتلكون كاميرات أو أجهزة موبايل بكاميرا، فلماذا أيضاً لم يره ويصوره سوى أربعة أشخاص؟!!
السبب الثاني هو أن الجسم الطائر بدا شديد التوهج لدرجة أن انعكاسه على الكاميرا كان واضحاً جداً فكيف لم يضيء المنطقة الموجودة أسفله كما أضاء السماء كلها؟!!!
حتى القبة الذهبية للمسجد لم تتأثر على الإطلاق بكل هذا الضوء فوقها!!
فتم إضافة التوهج على القبة الذهبية لإتقان الخدعة لكن أيضاً لازالت المنطقة المحيطة به غير متأثرة بكل هذا الضوء!!
السبب الثالث هو أننا لا نعرف أصحاب تلك الفيديوهات!
كيف يصور شخص حادثة “مُذهلة” كتلك ثم يسجل نفسه باسم مستعار على اليوتيوب ويرفع الفيديو به؟
فيديو كهذا كان يمكن أن يُباع بمبالغ كبيرة لوكالات الأنباء والقنوات التليفزيونية وكان يمكن أن يجلب لأصحابه شهرة كبيرة، فهل يمكن أن يصور أشخاص مختلفون فيديو بهذه الأهمية ثم يضعونه بأسماء مستعارة؟!!
كانت فكرة اشتراك أكثر من شخص في هذه الخدعة لتصويرها من أكثر من زاوية فكرة بارعة، وكذلك استخدام جسم متوهج حتى لا يورطوا أنفسهم في رسم أبواب ونوافذ وتفاصيل للجسم الطائر، لكن يبدو أنهم كانوا يحتاجون لأكثر من ذلك بكثير لإتقان خدعتهم تلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق