2011/07/14

أغلى "طز" في التاريخ: ملح فيك وملح يلّي بحيّيك

يحكى أن الحكومة العثمانية كانت تفرض ضرائب على كافة البضائع عدا الملح, والملح بالتركي يقال له"طز" وقد استغل التجار العرب هذه السلعة "طز" المعفاة من الضرائب كي يمرروا كافة بضائعهم تهريباً.

فعندما كانوا يمرون على حواجز الأتراك، كانوا يدّعون بأن حمولتهم "طز" يعني لا شيء يستحق الذكر، ليمروا بسلام آمنين. ومع الزمن أصبح التجار يستعملون الـ "طز" للاستهتار بالأتراك ومع كثرة الاستعمال أصبح لها معنيان: معنى لغوي ومعنى اصطلاحي.

لم يكن يعلم تجار الـ "طز" (الملح) بأنهم كانوا يؤسسون القوانين لجمهوريات "طز". فآخر "طز" قيلت على الملأ لرئيس جمهورية كلفت قائلها قص حنجرته، فلماذا تقطع حنجرة هذا المسكين فقط ؟ علماً بأن رئيس جماهيرية الـ "طز" تلفظ بها قبل سنين وعلى الملأ، حيث قال "طز" في أميركا وورثها ابنه من وراءه وقالها مكررة ثلاثاً "طز في اميركا طز، طز، طز". وقد استعملها دريد لحام عندما كان مواطناً عادياً، حين قال كلمته المشهورة: أنا مواطن، فأجابه المسئول:طز. 

وقديما قُسّمت العرب إلى أربع "أطزاز أو طزوز" - وهنا أناشد علماء اللغة بأن يفتوا في جمع "طز" هل تجمع على شكل تكسير أم تجبير- لنعد لموضوعنا، قسمت العرب الى أربع: عرب العز وعرب الرز وعرب الهز وعرب الطز. 

أما النوع الأول فقد انقرض منذ صلاح الدين، وأما الثاني فقروشنا في كروشنا ولينظر كل منا لكرشه. أما الثالث والرابع فحدث ولا حرج، أقول وعلى الله اجري فيما أقول إن نظاماً لا يتحمّل "طزاً" واحدة من أحد الحدايّين الشعبيّين علماً بأنه مطزّزهم حياتهم منذ عقود، عليه أن يراجع حساباته جيداً وإلا فإن مصيره سيكون شبيه بمصير من سبقه من رؤساء جمهوريات الـ"طز" علما بأن الحدّأء المسكين لم يكن يقصد سوى نقص الملح من السوق السوداء.

لم يكن يقصد إلا الملح حين قال كلمته التي كلفت المتنبي حياته "ملح فيك وملح يلّي بحيّيك" لكنه قالها بالتركي (طز فيك وطز يلي بحييك).

رحم الله المواطن الحموي ابراهيم قاشوش فقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه مات من اجل "طز" وقد تكون أغلى طز في التاريخ.
بقلم: إبراهيم ابو علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق