دائما ما ترتبط الغيرة بالمرأة كشعور طبيعي
يمثل غريزة فطرية داخلها، معلقة على أن غيرتها بدافع حبها للرجل، ولكن الدكتور
هاشم بحري استاذ علم النفس بجامعة الأزهر،
يؤكد أن
الغيرة بوجه عام ليس لها علاقة بالمرأة أو الرجل، ولكن لها علاقة بأنها تعطي إحساس
بالسعادة يرتبط بالملكية للغير، والغيرة مرتبطة بشخصية الفرد وبعيدة عما إذا كان
رجلا أو امرأة، ومثال على ذلك أن الطفل وهو صغير يعتقد أن كل شيء خاص به وملكه.
ويشير
الدكتور بحري إلى أن بعض الأزواج يرى أنه لابد من وجود بند من يمتلك الآخر، وأن
هذا الإمتلاك يحقق سعادة لديه بامتلاكه للآخر، والغيرة أصلها سعادته بنفسه، ولكن
المشكلة هي أن الملكية عدو للحب، فامتلاك الشخص يقتل الحب.
والغيرة
نوعان :
غيرة طبيعية:
وهي أن يكون الفرد حريص على الاعتناء بالآخر حبا فيه ولكنه يسمح للآخر بقدر عال من
الحرية، ويعطيه قدرا كبيرا من التصرف في حياته، وهذا النوع من الغيرة يحقق سعادة
للطرفين ويخلق نوعا من الاطمئنان والحب بينهما ومطلوب في العلاقة بين الطرفين.
النوع
الثاني هو الغيرة المرضية، وفيها يمنع على الشخص أن يتكلم مع احد أو يختلط
بالآخرين، وهي غيرة مبنية على عدم الإحساس بالآمان ويريد الشخص في هذه الحالة أن
يمتلك الآخرين، ويصر على امتلاك الطرف الآخر، أو أكثر من طرف ،هذا يدمر الحب، كما
أن الملكية الشديدة للافراد تمنع من تولد الحب، فالمرأة في هذه الحالة تمنع الرجل
من التنفس، وتحسب عليه خطواته ويضطر للعيش مع هذه المرأة المريضة بالغيرة من أجل
الأولاد والعشرة واستمرار الزواج، ولكن هذا النوع من الغيرة تؤدي بالرجل إلى مرحلة
متقدمة من الكبت والحرمان لدرجة أن هناك بعض الحالات تمنع المرأة، الرجل من مشاهدة
التليفزيون بسبب الغيرة القاتلة عندها وهي في هذه الحالة لا تفكر إلا في نفسها فقط.
ويرى
الدكتور هاشم بحري، أنه لكي تتفادى المرأة هذه الغيرة المرضية بعد الزواج، لا بد
من وجود فترة خطوبة كافية قبل إتمام الزواج لأن الخطوبة هي مرحلة للتقييم الحقيقي.
وإذا ما
لوحظ وجود هذه الغيرة المرضية بين أحد الطرفين، لأن الطرف الغيور لهذه الدرجة هو
شخصية فاقدة للثقة في نفسها وتريد أن تأخد سعادتها من حرية الآخرين.
ويؤكد على
أن الثقة بالنفس عند المرأة هي مفتاح سعادتها مع الرجل كما يجب على المرأة أن تعطي
اهتماماتها للأولويات الحياة، وأن يكون لها هدف تهتم به، فالحياة ليست الأولاد فقط
أو الزوج فقط ولكن يجب عليها الإحساس بنفسها والإحساس بالآخرين ووضع أهداف متعددة
أمامها تريد أن تحققها وتصل إليها