2012/01/10

فيديو مدهش لمبنى من 30 طابقا تم بناؤه في 360 ساعة فقط !

إن كنت تبحث عن معجزة جديدة من معجزات هذا العصر اذهب إلى الصين!.. فمن غيرها يستطيع الانتهاء من بناء ارتفاعه 30 طابق في "ساعات"؟!! إليكم هذا الفيديو المدهش لعملية بناء فندق في الصين بداية هذا العام:

ما تشاهدونه في هذا الفيديو هو فندق قامت شركة Broad Group الصينية ببنائه في مقاطعة هيونان، وقامت أكاديمية الصين لأبحاث البناء بإجراء الاختبارات عليه والتأكد من سلامته.

تعتمد فكرة هذه التكنولوجيا المدهشة على صناعة أجزاء المبنى في مصانع ثم نقلها لمكان البناء وتركيبها لينتج المبنى كاملاً في فترة قصيرة!

قد تظن أن تنفيذ مبنى بهذا الشكل يأتي على حساب الجودة لكن انظر معي لمميزات هذا المبنى الذي انتهى في عدة أيام كما تقول الشركة:


1- يستطيع تحمل هزة أرضية بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، وتشاهدون الاختبارات في الدقيقة 1:49 في الفيديو بالأعلى.
2- يتميز باستهلاك أفضل 5 مرات للطاقة من المباني المناظرة.
3- يحوي نظام لتنقية الهواء ليكون الهواء داخل المبنى أنقى 20 مرة من خارجه، وتحوي كل غرفة على نظام متابعة لجودة الهواء للحرص على عدم تسرب التلوث لداخل المبنى!
وكل هذه المعلومات بالطبع على مسؤولية الشركة!

ليس هذا هو الرقم القياسي الأول للصين في هذه التكنولوجيا المدهشة، فكنا قد شاهدنا سابقاً في الجزء الرابع من بستان الإبداع بناء فندق من 15 طابق في ستة أيام فقط لنفس الشركة كما تشاهدون في هذا الفيديو:

وبما تم إنجازه اليوم حطمت الشركة الصينية الرقم القياسي الذي سجلته بنفسها منذ أشهر. جميل أن تكون في مباراة القمة ضد نفسك فتكون أنت الرابح في كل الأحوال!

لكن كيف يحدث ذلك؟ تعتمد الطريقة التي نعرفها في البناء على نقل مواد المبنى من أسمنت, حجارة, رمل, حديد وغيرها إلى موقع البناء، ليقوم العمال باستخدام هذه المواد وجمعها لبناء المبنى. لكن هناك تكنولوجيا تزداد انتشاراً يوماً بعد يوم اسمها Prefabrication أي مُسبق الصنع، وفيه يتحول موقع البناء إلى موقع “تجميع” لأن البناء يتم صنعه داخل المصنع كالسيارات والسفن والطائرات، ثم يتم نقله على أجزاء إلى موقع المبنى لجمعه بسرعة وفاعلية. لذا بدلاً من استخدام مواد البناء يستخدم العمال أجزاء جاهزة لتركيبها فوق بعضها البعض!

ما قد تستغربونه هو أن طريقة البناء تلك ليست جديدة على الإطلاق بل تعود أصولها لستة آلاف سنة حين تم بناء أول طريق في العالم سنة 3,800 قبل الميلاد في إنجلترا، واستخدمت بريطانيا هذه التكنولوجيا لإعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية.

وما الفائدة من هذه الطريقة؟ قلنا أن طريقة البناء تلك تشبه بناء الطائرات والسفن، لذا إن أردنا فهم مميزاتها لنسأل أنفسنا أولاً عن مميزات بناء السفن والطائرات داخل المصانع، والميزة الأكبر يمكن تلخيصها بكلمة واحدة:

 حين تقوم مجموعة من العمال والآلات بتنفيذ مهمة محددة بصورة متكررة في مكان واحد يقلل ذلك من التكلفة الإجمالية ويزيد من السرعة والإتقان. وهو ما يتم افتقاده وإضاعته في طرق الإنشاء التقليدية بتغيير مكان البناء كل مرة والاضطرار لنقل نفس العمال ونفس الأدوات لتنفيذ نفس المهام! لذا فأكثر ما يميز هذه الطريقة هو الآتي:

 إذا كان لدينا وحدات مشتركة بين عدة مباني لماذا لا يتم صنعها جميعها في نفس المكان بنفس العمال ونفس الأدوات؟ وفي المقابل تتفادى هذه الطريقة مشكلة الظروف الجوية التي قد تعرقل عملية البناء، لأن العمال يعملون داخل مصانع مغطاة وآمنة بعيداً عن الظروف الجوية الخارجية.
لكن إذا كانت طريقة البناء تلك رائعة فلماذا لا يتم استخدامها في العالم كله؟ ذكرنا أن تلك الطريقة تعتمد على بناء عدة أجزاء و”توصيلها” معاً وهنا تكمن المشكلة. يجب استخدام تكنولوجيا عالية ومعايير أمان كبيرة في التوصيل بين تلك الأجزاء لضمان أن هذه الوصلات لن تضعف مستقبلاً لتهدد استقرار المبنى.

أضف إلى ذلك أن عملية نقل أجزاء المبنى من المصنع تتطلب دقة وعناية كبيرة: ما قد يجعلها مكلفة في بعض الأحيان أكثر من البناء في الموقع نفسه. ثم أضف إلى ذلك "خاصةً في الدول الغربية" أن بناء نفس المبنى بنفس الشكل أكثر من مرة هي مشكلة جمالية لا يقبل بها الكثيرون "ليست لدينا هذه المشكلة!".