2011/08/01

في بلدنا: بين صلاتي العشاء والفجر نصف ساعة فقط

في غرينلاند، البلاد الواقعة أسيرة إرهاب الجليد الأبدي كأقرب يابسة مسكونة إلى القطب الشمالي، يعيش لبناني تطلق عليه "العربية.نت" التي تحدثت إليه لقب "كولومبوس العرب" بامتياز، لأنه العربي الوحيد المقيم فيها، بل هو أيضاً المسلم الوحيد في بلاد معظم سكانها من "الانويت" وهم الإسكيمو الأصليون.

ويقيم وسام عزاقير في العاصمة نوك، الموصوفة بأنها إحدى أقل العواصم في عدد السكان بالعالم، فهم لا يزيدون على من يسكنون بشارع كبير في الرياض أو القاهرة، أي تقريباً 15 ألف نسمة، بعضهم دنماركيون وأوروبيون يعيشون داخل دوامة خطيرة من مواقيت غريبة، خصوصاً حينما يحل شهر رمضان مقبلاً بالصيف على المسلم الوحيد هناك؛ لأن وسام لا يرى حوله أحداً يصوم مثله 21 ساعة في اليوم، لا في غرينلاند ولا في أي بلد بالعالم.
والأصعب على وسام عزاقير هو ساعة الإفطار التي تحين عندما تغيب الشمس بأغسطس/آب الساعة 11 ليلاً، فهو بعد الانتهاء من آخر لقمة يضعها في فمه قد يتبين من شباك بيته الخشبي أن الخيط الأبيض بدأ يلوح من خيوط الفجر السوداء، فيمتثل راضياً لما ورد في القرآن الكريم ويبدأ بالصوم ثانية مع الفجر الذي يطل بعد منتصف الليل بعشر دقائق تقريباً.
على هذه الحال يصبح وسام عزاقير الوحيد في العالم الذي يصوم في يوم ويفطر عنه في اليوم الذي يليه، والسبب أن شمس غرينلاند تبدو "زكزاكية" الحركة أفقياً في الصيف، وشروقها يتأخر عن فجرها بحيث لا يحدث تماماً إلا في الرابعة والنصف صباحاً في مثل هذا الشهر، بينما هي عمودية الحركة تشرد كلياً عن البلاد في الشتاء بحيث لا تظهر في اليوم إلا 4 ساعات ونصف تقريباً.
وغرينلاند كبيرة وبحجم قارة تقريباً، فمساحتها تزيد على مليونين و166 ألف كيلومتر مربع، وتسع أكثر من 50 دولة بحجم الدنمارك التي مازالت إلى الآن تدير شؤون سكانها الذين بلغ عددهم في 12 يوليو/تموز الماضي 57 ألفاً و672 نسمة، من بينهم وسام الذي مازال عازباً الى الآن، مع أن عمره 34 سنة.
"أنا فاتح غرينلاند"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق