2011/12/04

ساعي بريد يبني قصرا من حجارة جمعها

تعود قصة جوزيف شوفال إلى عام 1879، كان عمره حينها 43 سنة قضى 12 سنة منها في العمل كساعي بريد في المناطق الريفية جنوب شرق فرنسا، وبما أن طبيعة عمله كانت تتطلب منه المشي وحيداً لحوالي 20 ميلا يومياً، كانت تنتابه خلالها أحلام اليقظة. وفي يوم من الأيام تعثر على حجر صغير أبهره شكله فقرر الاحتفاظ بها.


ومنذ ذلك الحين أدمن جوزيف جمع الحجارة، وعندما تعبت زوجته من خياطة جيوبه التي تتمزق باستمرار بسبب حمل الحجارة، استعان بسلة وعندما زاد ولعه بالحجارة الكبيرة الحجم أصبح يحملها في عربة خاصة.

وعلى مدى السنوات الـ 33 التالية شيد هو وزوجته واحدا من أغرب النصب التذكارية عبر كل العصور، وهو Palais Idéal استغرق تشييده حسبما دونه جوزيف في سيرته الذاتية 25 عاما او 300 شهرا أو 9000 يوما أو 65 ألف ساعة. ولا يزال القصر يجذب إلى يومنا هذا حوالي 100 ألف زائر سنوياً إلى قرية هوتريف (Hauterives) شمال فالينسيا.

وكتب ساعي البريد في سيرته الذاتية " Facteur Cheval" أنه يريد من خلال بنائه للقصر إثبات أن الإرادة تصنع المعجزات". وتبلغ مساحة القصر وفقاً لموقع "ماي دريم هاوس"  26 مترا أو 85 قدما، بارتفاع حوالي 8 إلى 10 أمتار ومزجت تصاميمه عدة حضارات حيث تجد تصاميم مستوحاة من ميزون كاري بالجزائر ومن معبد هندوسي وشاليه سويسري وقلعة تعود إلى القرون الوسطى وتصاميم من مسجد لأحد الدول العربية.

ولفت القصر بعد الانتهاء من تشييده انتباه المجتمع الدولي وزاره كبار الفنانين استلهموا منه أعملا فنية مبدعة.  كما انتشرت صوره في وسائل الإعلام وعلى بطاقات التهنئة وتوافد عليه الزوار من جميع أنحاء العالم. ومع ان جوزيف شوفال وضع بلدة هوتريف على الخارطة السياحية إلا أن السلطات المحلية رفضت طلبه في أن يدفن هو وزوجته في القصر.

ولكن ساعي البريد لم ييأس حيث بدأ عام 1914 ببناء مبنى آخر صغير الحجم أطلق عليه اسم "مقبرة الصمت والراحة الأبدية" انتهى من تشييدها بعد ثمانية سنوات من العمل. وبعدها بعامين وبعد أيام قليلة من انتهائه من كتابة سيرته الذاتية توفي جوزيف شوفال ودفن في مقبرته وفقاً لرغبته.



انقر على الصور لتكبيرها